الأسرة و دورها في التحصيل الدراسي للمتعلمين
إن
تربية الأجيال الصاعدة و تعليمها وتنشئتها مهام لا تقتصر على المربين و الأساتذة وحسب؛
وإنما تتجاوزهم لتشمل مختلف مكونات المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الصغار من أسرة و شارع ووسائل
إعلام و مجتمع مدني ...،
حيث أن الصغار يقضون خارج أسوار المدرسة من الوقت أكثر مما يقضونه داخلها ، و يقضون بالبيت وقتا أطول مما يقضونه خارجه، و
خصوصا خلال السنوات الأولى من عمرهم . الشيء
الذي يجعلهم أكثر تعلقا بآبائهم و أفراد أسرتهم أكثر من أي شخص آخر ؛وهذا ما يفسر
اتخاذ الطفل لأبيه قدوة و نموذجا يتأسى به في كل تصرفاته و سلوكياته ،و يحاول
تقليده في كل صغيرة و كبيرة ؛و لو سألت أي
طفل عن أعظم شخص في العالم ، فمن البديهي أن يجيبك بعبارة مفادها أنه لا يوجد في
هذه الدنيا من هو أعظم من أبيه .
إن
هذه العلاقة المثالية التي تربط الطفل بأبويه يجب استغلالها بشكل جدي و معقلن و
استثمارها في تربية أطفال ذوي شخصية متزنة و أخلاق سوية ، متشبعين بالمبادئ و
القيم الإنسانية السامية ، و تهييئهم لشق طريقهم نحو النجاح في حياتهم و تحقيق
أحلامهم و طموحاتهم من خلال التفوق في دراستهم و تطوير قدراتهم و مهاراتهم و صقل
مواهبهم و تهذيب نفوسهم .
العلاقة بين الأسرة و المدرسة :
لا
يمكننا أن ننكر أن معظم الأسر المغربية أصبحت واعية بأن تفوق أبنائها دراسيا لن يتأتى
إلا من خلال ربط علاقة إيجابية مع الأستاذ و الإدارة و كل الفاعلين التربويين ،
علاقة مبنية على الحوار و التشاور و التكامل .لكن هذا لا ينفي وجود عدد كبير من الأسر ، وخاصة
بالعالم القروي ،لا تزال تعتقد بأن الأستاذ هو من يتحمل مسؤولية نجاح أبنائهم أو
فشلهم دراسيا لكونه يتقاضى أجرا ماديا مقابل ذلك . و الأدهى من ذلك أنه لا يزال هناك آباء يعزون
الفشل الدراسي لأبنائهم إلى عدم استعمال الأستاذ للعنف ، و هذا ما نلمسه جليا
بصفتنا أساتذة مشتغلين بالعالم القروي ؛ حيث أنه ، وللأسف، كلما حاولنا فتح نقاش
مع أحد الآباء حول تدني مستوى أحد أبنائه أو تقصيره في إنجاز واجباته المنزلية قصد
معرفة الأسباب و التوصل إلى الحل الأمثل،
نفاجأ بأجوبة مفادها أننا نحن السبب في كل ذلك لأننا لا نستعمل العصا كما
كان يستعمل أسلافنا ، و أنهم لا يتحملون أدنى قسط من المسؤولية في ذلك ، وكل ما يجب
عليهم تجاه أبنائهم هو توفير ما يحتاجونه من مأكل و مشرب و ملبس و مستلزمات
التمدرس.
ما يجب على الأسرة تجاه الأبناء و تجاه المدرسة :
- أن
يكون الآباء خير قدوة لأبنائهم بأخلاقهم و تصرفاتهم.
- إن
يكونوا لدى الطفل صورة جد إيجابية حول الأستاذ و حول المدرسة ككل و لا يذكرون
مساوئ الأستاذ أمامه.
- مد
جسور التواصل و الحوار مع المدرسة و الأساتذة.
- تتبع
المسار الدراسي للأبناء و كذا سلوكياتهم داخل المدرسة.
- تشجيع
الأبناء من خلال تثمين مجهوداتهم و مكافأتهم على كل تفوق ( ولو مكافأة رمزية ).
- تشجيع
الأبناء على تنظيم وقتهم و حثهم على إنجاز واجباتهم المنزلية .
- توفير
مكتبة منزلية ( على قدر المستطاع ) لتشجيع الأبناء على القراءة و الاطلاع و إشباع الفضول العلمي لديهم.
- حث
الأبناء على حسن استغلال التكنولوجيا الحديثة للإعلام و التواصل دون إفراط أو تفريط.
- تنظيم
خرجات عائلية خلال نهاية الأسبوع من أجل الترفيه و كسر الروتين و تجديد الطاقة.
- البقاء على تواصل دائم مع المدرسة .
الأستاذ فؤاد أبشري / فاعل تربوي
مثل هذه المقالات الهادفة تشجع على البذل و العطاء؛ شكرا استاذ.
إرسال ردحذف